السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نعيش في جو غاص بالملذات وغيمت عليه الشهوات ..
يخيم على القلب الظلام وتهطل عيون الاعتذار بالأمطار ..
حلاوة الدنيا تحت ألسنتنا .. تاهت في دروب المال والأعمال عقولنا ..
وأهملنا العمل تحت أقدامنا ..
حينها ..
تنساب آهة رقيقة حزينة من أعماق قلوبنا :
[color=#ff0000]واسوأتاه ... واغفلتاه ... [color:8bdb=#ff0000:8bdb]واشباباه ..!
وإذ بملك الملوك .. وجبار السموات والأرض .. ينادي :
عبدي ..
لا تقنط من رحمتي فإنك إن كنت بالغدر موصوفا فأنا بالجود معروفا ..
وإن كنت ذو خطايا فأنا ذو عطايا ..
وإن كنت ذا جفاء فأنا ذو وفاء ..
وإن كنت ذا إساءة فأنا ذو أناة ..
وإن كنت ذا غفلة وسهوة فأنا ذو عفو ورحمة ..
وإن كنت ذا خشية وإنابة فأنا ذو قبول وإجابة .
ثم يبعث الله عز وجل بهدية رمضان ..
إلى كل من كانت دماء قلبه نازفة وأغصان جراحه وارفة ..
إلى من ضيعته حيرته ..
إلى من تاه وسط طرق الهوى وضل الطريق فغوى ..
إلى من تساقط العرق من جبينه ..
إلى كل العيون الحائرة التي تتطلع إلى آفاق الغفران ووميض الإحسان ..
إلى من رقت صفحات قلبه واستشرف طريق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
رمضان ..
صيحة تناديك إلى القمم وتناشدك ..
لا تقف مكانك .. هل وقفت الشمس في مكانها ؟!
هل ثبت القمر في موضعه؟! هل سكنت الريح ؟!
فيأتي دوره ليكشف لك معالم الطريق حتى تعلن في نفسك ميلاد جديد ..
رمضان
يتوجه أيضاً بكل حب ووداد إلى الشباب ..
الهمم الوثابة واليقظة العالية والدماء الفائرة والآمال العريضة ..
كما أنه سر نهضة الأمة وبعثها وإيقاظها بعد طول رقاد ..
رمضان
دليلك إلى رحلة النجاة وهجرة الإنقاذ وركوب سفينة الصالحين ..
وهمس ربك في أذنيك :
عبدي .. غفرت لك وأدخلتك جنتي وأسكنتك جواري ..
عبدي: إني راض عنك فهل أنت راض عني ؟!..
رمضان
يد نجاة تمتد إليك فلا تردها وصوت حنون يناديك فلا تخذله ..
الحق بركبنا .. لا تلهيك الآمال ..
الزاد قليل .. والطريق طويل .. والعمر قصير ..
فلتشد رحالك إلى الله .. وليكن لسان حالك مرددا ..
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ..
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم ..
شفع نبيك في ذلي ومسكنتي ..
واستر فإنك ذو فضل وذو كرم ..
واغفر ذنوبي وسامحني بها كرماً ..
تفضلاً منك يا ذا الفضل والنعم ..
إن لم تغثني بعفو منك يا أملي ..
وا خجلي وا حيائي منك وا ندمي ..
وقد وعدت بأن ندعو تجيب لنا ..
وقد دعونا فجد بالعفو والكرم