]
شبح القتيلة قدم وصفا تفصيليا للجريمة.. هذا الوصف كان دليل الادانة الوحيد الذى تسبب فى حبس القاتل !
الانسان الذى يقتل ويموت ظلما لا تهدأ روحه حتى تثأر من قاتلها !
يقول المعتقدون فى الظواهر غير الطبيعية أن الانسان الذى يقتل ويموت ظلما لاتهدأ روحه حتى تثأر من قاتلها, وربما تكون هذه التيمة الدرامية واحدة من أشهر أفكار أفلام الرعب العالمية المتميزة مثل فيلم What lies beneath و Dig وغيرها من الافلام , والغريب أن هذه الافلام التى يعتبرها الكثيرون محض خيال ربما لا تقاس بما حدث فى الحقيقة مع قضية من أشهر القضايا التى تم نظرها فى المحاكم الامريكية وهى القضية التى نالت شهرتها الكبيرة لان الشاهد الوحيد الذى حسم القضية كان عبارة عن شبح!
تعود هذه الحكاية الغريبة الى عام 1896 عندما انتقل ادوارد شو الى قرية جرين برير فى ولاية غرب فرجينيا للعمل كحداد بها, وهناك التقى " زونا هيستر " التى وقع فى غرامها على الفور, ولان الفتاة بادلته نفس الشعور فقد اضطرت والدتها " مارى جان " للموافقة على زواجهما رغم عدم ارتياحها لادوارد الذى شعرت بانقباض نحوه وكأن هناك شيطانا يسكنه على عكس مشاعر ابنتها المتيمة, وهكذا تم الزفاف.
بعد مضى عدة شهور فوجئت الام بالخادم الصغير وهو يخبرها أنه ذهب الى منزل " زونا "
لسؤالها ان كانت تحتاج الى شئ من زوجها ليحضره لها قبل عودته من العمل, لكنه فوجئ بها ملقاة ـ نائمة ـ على الارض, وعندما أخذ يناديها لم ترد عليه, وعند سماع هذه الانباء السيئة ذهبت الام الى منزل ابنتها فورا ومعها الطبيب لتفاجأ بجيران الفتاة وهم يلتفون حول منزل ابنتها ويخبرونها أن الفتاة ماتت, وفى داخل المنزل المنكوب كان ادوارد ـ الزوج ـ يصرخ فى مشهد هستيرى وهو يحتضن جثة الزوجة ويرفض أن يقترب أحد منه.
عندما طلب الطبيب أن يكشف عليها اشتد بكاء ادوارد وأخذ يشد بقبضته على الزوجة الميتة وهو يمنع الطبيب من الاقتراب منها, ويصرخ قائلا : لا أحد يقول انها ماتت لانه لايتصور شكل الحياة دون زوجته الجميلة الصغيرة, وبكل تأكيد تأثر الطبيب كثيرا من هذا المشهد ولكن هذا التأثر لم يمنعه من ملاحظة تغيير فى لون وجنة الفتاة ولكن الوشاح الذى كان يلف رقبتها منعه من تفحص الامر بدقة , وكتب الطبيب فى تقريره عن الوفاة أن سبب وفاة الشابة هو صعوبات أثناء الولادة.
كان السبب الرسمى غريبا للغاية لان الفتاة لم تكن حاملا أصلا, أما الاكثر غرابة فى القضية فهو اصرار ادوارد أن يلبس زوجته أفضل ثيابها, ويلف رقبتها بايشارب ويضع وسادة تحت رأسها داخل التابوت وهو الامر الذى أثار انتباه الام والاقارب, لكن الزوج ـ المكلوم ـ فسر ما يحدث باعتبار أن هذا الوضع كان المفضل دائما لدى زوجته عندما تنام, ولكن هذه الكلمات التى كان من الممكن أن تخدع أى انسان لم تنطل على الام التى كانت تعرف ابنتها أكثر من أى شخص أخر.
أثناء الجنازة ووسط دموع الاهل على الفقيدة كان ادوارد حريصا على الانتهاء بأسرع وقت من كل الطقوس ودفن الفتاة, مع رفضه الكامل اقتراب أى شخص من الجثة ليلقى عليها نظرة الوداع الاخيرة, وهو الامر الذى زاد من شكوك الام أن ابنتها لقيت حتفها بطريقة غير طبيعية, وأن الزوج متورط بشكل أو بآخر فى القدر الذى أصاب ابنتها الشابة, ولان هذه الام تؤمن كثيرا بما وراء الطبيعة فقد انتزعت جزءا من رداء ابنتها واحتفظت به معها, وعند العودة الى المنزل قامت وفى طقس قديم بوضع قطعة الثياب فى اناء مملوء بالماء ألقت عليه بعض التعاويذ ليستحيل الماء الى اللون الاحمر الامر الذى أكد كل شكوكها.
بعد مرور عدة أسابيع على هذه الاحداث المثيرة كانت الام لا تتوقف عن الدعاء لحل لغز وفاة ابنتها الشابة, وفى احدى الليالى فوجئت الام بظهور شبح ابنتها فى الغرفة معها, لم ترتجف السيدة التى كانت تتوقع أن يحدث مثل هذا الامر, وفى هذا اللقاء تحدث شبح الفتاة وأخبرها أن ادوارد كان سيئ الطباع وأنه كان يتشاجر معها دائما, وفى ليلة موتها تشاجر معها لانها طلبت منه نقودا وأثناء ثورته أخذ يضربها بعنف حتى انكسر عنقها وحتى يدلل الشبح على كلامه لف رقبته حول نفسها بطريقة كاملة, وقال الشبح ان ادوارد حاول اخفاء الامر بربط عنقها بالايشارب ووضعها على الوسادة, وبعد هذا الحديث ذهبت السيدة فى الصباح الى قاضى البلدة وهى لا تملك أى دليل على القتل سوى رواية الشبح.
وأمام توسلات الام واصرارها تقرر فتح التحقيق فى ظروف وفاة الفتاة واعادة فحص جثتها, وبالفعل أثبت الكشف وجود كسر فى عنق الفتاة وآثار لكدمات على جسدها وتم اخضاع الزوج للتحقيق لتيضح أن زونا لم تكن زوجته الاولى فقد تزوج مرتين الاولى انفصلت عنه بسبب عنفه المبالغ فيه, والثانية لقيت حتفها فى ظروف غامضة, وفى التحقيقات أخذ ادوارد يردد أنه لا يوجد أى دليل ضده حيث كان فى عمله وقت اكتشاف الخادم وفاة الفتاة , كذلك فان أحدا لم يشاهده وهو يتشاجر معها.
ورغم هذا النفى انعقدت المحكمة وحضرها كل أهالى القرية تضامنا مع الام, ونادى القاضى على الام باعتبار أن روايتها عن شبح ابنتها هى الدليل الوحيد ضد ادوارد ورغم ذلك صدر الحكم على الزوج بالسجن مدى الحياة, ورغم مرور عشرات السنوات ظل الاهالى يتساءلون : هل ظهر الشبح فعلا للام أم انها هى التى قامت بتحضيره واستدعائه , أم أن الموضوع لم يكن به شبح أصلا وأن شكوك السيدة فى زوج الابنة هو ما دفعها لتوجيه أصابع الاتهام له؟
لا توجد اجابة مؤكدة حول هذا الموضوع ولكن المؤكد أن هذه هى القضية الوحيدة فى المحاكم الامريكية التى تمت فيها الادانة اعتمادا على أقوال شبح.
[/center][/size][/center]
[/size][/center]